حذّرها البعض من خطورة رحلتها.. اسكتلندية تستكشف العراق بمفردها لـ4 أشهر
وشرحت ويترز في مقابلة مع موقع CNN بالعربية أن بعض الأصدقاء قالوا لها إنها مجنونة، موضحة: "في الواقع، سألني البعض ما إذا كنت أرغب في الموت".
ولكن تغيّر ذلك بمجرّد أن بدأت الرحّالة التي تبلغ من العمر 54 عامًا بنشر تجاربها عبر موقعي "فيسبوك"، و"إنستغرام".
وحرصت ويترز، التي تسافر بمفردها دائمًا، على نشر فيديو عن تجربتها في أقرب فرصة سنحت لها لتُظهر للجميع أن البلاد "ليست كما يتم إظهارها على وسائل الإعلام في البلدان الغربية".
روح حٌرّة في العراق
وتعتبر ويترز نفسها "روح حُرّة"، إذ أنها لم تستقر للعمل في مهنة واحدة فقط، وحرصت على توفير المال من وظائف مختلفة رغبةً منها في بدء صفحة خاصة بها على موقع "يوتيوب"، وكسب لقمة العيش بهذه الطريقة.
وحتّى الآن، نشرت ويتزر تجارب سفرها في باكستان والعراق فقط، وكانت قد زارت سابقًا مصر، وتركيا، وقبرص.
العيش مثل السكان المحلّيين
ومكثت ويتزر في العراق لخمسة أسابيع في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021، ولكنها عادت إليه من جديد بسبب شغفها باستكشاف المكان، إذ بقيت في البلاد لما يقرب من 4 أشهر ونصف.
وقالت ويترز: "اعتقدت أن الأسابيع الخمسة ستكون كافية، ولكنها لم تكن كذلك".
وتمكنت ويترز بسبب المدة التي قضتها من التعرّف إلى طريقة عيش مختلف العائلات، وتعلّم المزيد عن ثقافتها، وكيفية عيشها أثناء الحروب.
وأشارت ويترز إلى أن التفاعل مع السكان المحليين كان أمرًا ممتعًا دائمًا بما أنها لا تتحدّث اللغة العربية، ولكنها تمكّنت من إجراء محادثات طويلة بفضل مساعدة برنامج "ترجمة جوجل".
وفي كل مكان ذهبت إليه تقريبًا، كانت الاسكتلندية تتلقّى العديد من الدعوات من العائلات والغرباء الذين أرادوا مساعدتها خلال رحلتها، أو استضافتها في منازلهم.
وقالت ويترز: "كنت أسير في الموصل، وتوقفت سيارة، وخرج منها رجل وتعرّف إليّ، وطلب مني أن أحلّ ضيفة عندهم (عائلته).. بشهر رمضان لتناول وجبة الإفطار. وكان من الرّائع تجربة ذلك مع عائلة".
وجهات غير مطروقة
وقامت ويترز بزيارة العديد من المواقع المعروفة مثل مدينة بابل القديمة، والنجف، وكربلاء، وجميع المزارات المقدّسة، وزقورة أور، وغيرها، ولكن كانت الوجهات غير المطروقة المفضّلة بالنسبة إليها.
وتمكّنت الاسكتلندية على سبيل المثال من استكشاف قرية تُدعى دوار في محافظة واسط، حيث استكشفت طريقة العيش في الرّيف.
كما أنها قامت بزيارة الفاو، التي تُعتبر أبعد نقطة يمكنك زيارتها قبل الوصول إلى إيران، مع امرأة محلية تُدعى فرح. كما زارتا سوق السمك، وركبا بجولة على متن قارب صيد صغير.
وأشارت ويترز إلى ضرورة تمتّع المرء بمعارف تربطه بالسكان المحليين في البلاد بسبب كون البنية التحتية السياحية فيها شبه معدومة للسياح المنفردين مثلها.
ورأت ويترز أن "العراق ليس أسهل دولة للتنقل فيها والمرور عبر جميع نقاط التفتيش، حيث لا يتحدث غالبية رجال الشرطة اللغة الإنجليزية"، موضحة: "لذلك كان من الضروري أن يتواجد أشخاص أتمكنّ من الاتصال بهم في حال احتجت للمساعدة".