أين تمضي إجازة؟

أين تمضي إجازة؟

1. مصر.. أم الدنيا وقبلة السياح


تزخر مصر بالأماكن السياحية والأثرية التي تجذب الزوار والسياح من كافة أنحاء العالم، فمن أبو الهول وأهرامات الجيزة، إلى الأزهر والقلعة وخان الخليلي إلى شواطئ الإسكندرية على البحر الأبيض، وصولا إلى طابا وشرم الشيخ والغردقة على البحر الأحمر التي تشتهر بالمياه الصافية والشعاب المرجانية الملونة، وكذلك الأسماك النادرة، مما يسهل القيام بالرياضات البحرية كالغوص والغطس؛ كما هو الحال في شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا ورأس سدر، وطبعا لا ننسى نهر النيل بمراكبه وسفنه وعواماته وقصصه التي لا تنتهي.

وتشتهر مصر بأن فيها إحدى أقدم الحضارات على وجه الأرض، حيث بدأ البشر بالنزوح إلى ضفاف النيل والاستقرار وزراعة الأرض وتربية الماشية منذ نحو 10 آلاف سنة، ولهذا فهي تضم بين جنباتها آثارا لا تكاد تعد ولا تحصى فكأنها متحف متحرك، ويوجد هناك علم خاص بدراسة آثار مصر يسمى بعلم المصريات، وكذلك هناك الآثار الإغريقية والقبطية والإسلامية بمختلف عصورها.

هي مصر "أم الدنيا" ومهد التاريخ والحضارة، فكل ما تريده تجده فيها، وتعتبر وجهة مثالية للسياح العرب بسبب موقعها القريب وأسعارها المناسبة التي هي في متناول الجميع تقريبا.

إذا أردت أن تمضي إجازة عيد سعيدة فلا تتردد؛ فمصر وجهتك والحضن الدافئ الذي سيضمك، والضحكة المرحة التي ترتسم على وجه أغلب المصريين وتبعث السعادة في قلبك وقلب عائلتك.

 

2. تونس الخضراء.. بلاد الأنس والكرم والجمال

 

ما الذي يريده السائح أكثر من طيب المعشر وكرم الضيافة و"الونس" بصحبة أناس طيبين وجميلين؟ كل هذا ستجده في تونس الخضراء وأكثر، فهذا بلد اشتق اسمه من طبيعة سكانه السمحة كما يقول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة، فقد أشار إلى أن اسم "تونس" اشتق من وصف سكانها والوافدين عليها لما عرفوا به من حسن الأخلاق والترحاب بالزوار والضيوف وبذل الجهد لمؤانستهم والترويح عنهم حتى لا يشعروا بعناء الغربة ومشقة الترحال.

كما يوجد تفسير آخر يقول إن الكلمة من الفعل "تؤنس"، وقيل إن العرب الفاتحين هم من سموها "تؤنس"، ونطقت بعد ذلك "تونس"، والذي يعني قضاء الليلة بهناء وراحة بال.

تقع تونس على ساحل البحر الأبيض المتوسط بشمال أفريقيا، وعلى الرغم من صغر حجمها نسبيا، تتمتع تونس بتنوع بيئي كبير بسبب امتدادها بين الشمال والجنوب، ففيها السهل والجبل والبحر والصحراء، وهو ما يعطي خيارات كثيرة للزوار والسياح الذين يتوافدون عليها من مختلف دول العالم؛ حيث تعد السياحة أحد مصادر الدخل الرئيسية للبلاد.

وتعج تونس بالآثار التي تعكس تنوع الحضارات التي مرت عليها، فقد وقعت تحت تأثير القرطاجيين، والرومانيين، والبيزنطيين، والوندال، والأمويين، والأغالبة، والفاطميين، والموحدين والعثمانيين والفرنسيين، وأعطت كل هذه الحضارات تنوعا ثقافيا غنيا للبلاد، إضافة لموقعها المتميز عند التقاطع بين حوض البحر الأبيض المتوسط وقارتي أوروبا وأفريقيا.

ومن أهم الأماكن السياحية في تونس؛ العاصمة التي تأخذ نفس الاسم، وهي إحدى أهم وجهات السياحة في تونس، فهي مدينة تمتلك كل مقومات الجذب للسياح من معالم أثرية وتاريخية وأماكن ترفيهية من منتزهات وغيرها، كما أنها تشتهر بأسواقها الشعبية التي لا يمل السياح من التجول فيها.

كما تعد "سوسة" من أجمل مدن تونس السياحية، وتقع على الساحل الشرقي من البلاد وتتميز بجوها المعتدل، وتستقطب المدينة أعدادا كبيرة من السياح، حيث تحتضن أهم المناطق السياحية في تونس من شواطئ ساحرة ومناطق أثرية وأماكن ترفيهية، كما أن فيها أفضل المنتجعات والفنادق.

ولا ننسى ذكر مدينة الحمامات التي تعد أجمل وجهات السياحة في تونس، وهي واقعة على بعد 65 كيلومترا من العاصمة التونسية، وتضم مجموعة من أهم الأماكن السياحية مثل شاطئ الحمامات والآثار الرومانية والمدينة القديمة والقصبة وغيرها الكثير.

 

3. الأردن.. بلد النشامى والبتراء ووادي القمر

 

كان الأردن ومنذ أقدم العصور مأهولا بالسكان باستمرار، فهو مهد من مهود الحضارة الأولى، وقد عثر باحثون عام 2018 على بقايا متفحمة لقطعة خبز تم إعداده قبل 14 ألفا و500 عام في موقع بشمال شرق الأردن، والذي تبين لاحقا أنه الأقدم في العالم، أي قبل ما يزيد على 4 آلاف عام من اكتشاف الزراعة.

والأردن جزء من بلاد الشام التي تضم سوريا ولبنان وفلسطين وجميعها أرض الحضارات والنبوات والرسالات وقلب العالم النابض منذ بدء التاريخ، وأخذ البلد اسمه من نهر الأردن الذي تعمد فيه السيد المسيح عليه السلام، وقد عرفت المنطقة المجاورة لنهر الأردن من منبعه إلى مصبه على الجانبين باسم "الأردن" واسم "فلسطين" على حد سواء، وتعني كلمة "الأردن" الشدة والغلبة؛ وذلك لأن النهر ينحدر انحدارا قويا فلا يكاد يقف شيء في طريقه حتى يصل إلى مصبه في البحر الميت في غور الأردن.

ولهذا كله يكتظ البلد بالأماكن الأثرية والتاريخية التي تحكي قصة كل حضارة من الحضارات التي تعاقبت عليه وعاشت فيه، من الحضارة الإغريقية والرومانية والفارسية وصولا إلى الحضارة العربية الإسلامية.

ويمتاز البلد بتنوع كبير في التضاريس؛ فمن سهول حوران في الشمال إلى جبال عجلون ومرتفعات الشوبك وصخور البتراء وصولا إلى مدينة العقبة في أقصى الجنوب.

وأشهر الأماكن الأثرية التي يقصدها السياح من كافة أرجاء العالم هي المدينة الوردية البتراء التي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع؛ حيث نحتها العرب الأنباط في قلب الصخر، ويشير اسمها إلى كل جبل مقدس يصعب صعوده، ومعناها في العربية صخر أو حجر، ويطلق عليها العرب اسم الرقيم.

وغير بعيد عن البتراء هناك مقصد آخر من مقاصد السياح في العالم، وهو "وادي رم" ويسمى أيضا "وادي القمر"؛ نظرا لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر. وفي عام 2019 أعلن الاتحاد الفلكي الدولي في مؤتمر صحفي عالمي عن تسمية النجم "واسب-80" باسم "بترا" وتسمية الكوكب الذي يدور حوله باسم "وادي رم".

وغير بعيد تقع مدينة الكرك بقلعتها الشهيرة، ومدينة عجلون بجبالها وأشجارها الباسقة، وفي الشمال هناك جرش وأم قيس وأرابيلا (إربد) وغيرها الكثير من الأماكن السياحية التي يمكنك قضاء إجازة عيد سعيدة فيها أنت وعائلتك وسط شعب طيب مضياف شعاره "يا هلا بالضيف ضيف الله".

مصدر aljazeera.net

مإعادة التحرير vietnamarab.net team

Tags